يُعد شرب الخمر من أكثر أنواع الإدمان شيوعًا على مستوى العالم..
ومع الأسف هناك خرافة أن الخمر ليس مسبب للإدمان، وإنما المخدرات هي فقط الحبوب الممنوعة، أو البودرة.
ولكن، هل ربطت فين الكحول وحوادث الطرق؟، والخمرة ومشاكل الأسرة والعنف؟، والخمرة والسلوك الإجرامي؟،. بالتأكيد كل هذه مؤشرات أن الكحول من المشاكل التي تسبب الأذى لشاربه.
ومع الأسف، يلجأ كثير من الأشخاص إلى الكحول كوسيلة للهروب أو الترفيه أو حتى التعامل مع الضغوط اليومية. لكن بمرور الوقت قد يتحول الأمر إلى إدمان يصعب التخلص منه دون تدخل طبي قعال.
علامات جسدية تظهر على شارب الخمر
هناك عدد من العلامات الجسدية التي تظهر على شارب الخمر.. وهي كالتالي:
- عدم قدرة الشخص على رؤية الأشياء بوضوح.
- عدم اتزان الشخص خاصة عند الحركة أو الوقوف.
- فقدان الوعي بشكل متكرر.
- صعوبات في النطق.
أسباب شرب الخمر
تختلف أسباب شرب الخمر من شخص لآخر، لكنها غالبًا ما ترتبط بعدة عوامل نفسية واجتماعية وبيئية، أبرزها:
- الهروب من الضغوط النفسية: يعاني بعض الأشخاص من اضطرابات نفسية، مثل: القلق، الاكتئاب، أو الألم النفسي الحاد، فيلجؤون للكحول كوسيلة للشعور المؤقت بالراحة أو التخفيف من آلامهم النفسية.
- البيئة الاجتماعية: في بعض الأوساط، يُعد شرب الكحول أمرًا طبيعيًا بل ومحببًا، مما يشجع الأفراد على تجربته والاعتياد عليه مع الوقت، خاصة في المناسبات الاجتماعية أو السهرات.
- التأثير الإعلامي والثقافي: تقدم وسائل الإعلام في كثير من الأحيان صورة براقة ومضللة عن الكحول، مما يجعل البعض يربطه بالنجاح أو التسلية أو الرجولة.
- الضغوط اليومية في الحياة: كثير من الأشخاص يلجأون للخمرة، كطريقة للهروب من مشكلات الحياة اليومية، كالفشل المهني أو الخلافات الأسرية أو الضغوط المالية.
- الفضول وحب التجربة: خصوصًا لدى المراهقين والشباب، قد يبدأ الأمر بدافع الفضول دون وعي بخطورته أو مخاطره.
كيف يسبب إدمان الخمرة تدمير المخ؟
يؤثر الكحول على طريقة عمل المواد الكيميائية في الدماغ، المعروفة باسم “الناقلات العصبية”. وأهم الناقلات العصبية التي يتأثر بها الكحول هما GABA والجلوتاميت، وهما يعملان بطرق متعاكسة.
يعمل GABA على “تهدئة” الدماغ والجسم، ويزيد الكحول من تأثيره، لذا فإن شرب الكحول بكميات قليلة قد يُشعرك بالهدوء أو يقلل من القلق.
أما الجلوتاميت، فهو يحفّز المخ والجسم، ويقلل الكحول من تأثيره، مما قد يجعلك تشعر بانخفاض في اليقظة والانتباه عند الشرب.
كما تُقلّل الخمرة من قدرة الجسم على امتصاص الفيتامينات والعناصر الغذائية الأساسية، مثل الثيامين (فيتامين B1) والمغنيسيوم، والتي يحتاجها الدماغ ليعمل بشكل سليم.
أضرار إدمان الخمر صحيا
- مع مرور الوقت، يؤدي الإفراط في شرب الكحول إلى اضطرابات نفسية مثل الاكتئاب والقلق.
- وقد يزيد تعاطي الكحول من خطر الإصابة ببعض أنواع السرطان، بالإضافة إلى تلف في الدماغ قد يكون شديدًا ودائمًا في بعض الحالات.
- ومن مضاعفاته المحتملة الإصابة بمتلازمة فيرنيك-كورساكوف (WKS)، التي تتميز بفقدان الذاكرة، الارتباك الشديد، ومشكلات في الرؤية. وتُعد هذه المتلازمة اضطرابًا دماغيًا ناتجًا عن نقص الثيامين (فيتامين B1).
كيف يتم علاج إدمان الخمر؟
علاج إدمان الكحول يتطلب تدخلًا طبيًا ونفسيًا متكاملًا، نظرًا لأن الإقلاع عنه دون إشراف قد يعرض المريض لمضاعفات خطيرة خلال مرحلة الانسحاب.
- التشخيص ووضع برنامج العلاج: يتم تقييم حالة مدمن الخمر، وعمل الفحوصات اللازمة وبناء عليه، يتم وضع الخطة العلاجية.
- علاج أعراض الانسحاب: وتهدف إلى تنظيف الجسم من الكحول تحت إشراف طبي دقيق، مع تقديم أدوية لتخفيف أعراض الانسحاب مثل التعرق، التوتر، والهلاوس وارتجاف الأطراف.
- العلاج النفسي والتأهيلي: بعد استقرار الحالة الجسدية، يبدأ المريض في برنامج تأهيلي يتضمن جلسات علاج فردي وجماعي، لمساعدته على فهم أسباب الإدمان والتعامل مع الضغوط بدون الرجوع للكحول.
- المتابعة والدعم المستمر: لضمان عدم الانتكاس، يُفضل أن يستمر المريض في حضور جلسات دعم نفسي أو مجموعات التعافي لفترة طويلة بعد العلاج الأساسي.
كيف يتم تحديد مدة علاج إدمان الكحول؟
حالة المدمن وتاريخ إدمانه، والكميات التي يتعاطاها، بجانب حالته الصحية والنفسية، جميعها عوامل تحدد مدة علاج الإدمان.
كلمة من دار إشراق..
يمكن القول إن إدمان الكحول، مرض يمكن التعافي منه إذا توفرت الإرادة والدعم المناسب. ومن خلال مراكز متخصصة مثل مستشفى إشراق، يستطيع المدمن البدء برحلة جديدة نحو التعافي والحياة الصحية من دون اعتماد على الكحول.
