اضطراب جنون العظمة أو ما يُعرف بـ”بارانويا” هو اضطراب نفسي يتسم بوجود شعور مُفرط بالاهتمام بالنفس والتمركز حول الذات. يعاني الأشخاص الذين يعانون من هذا الاضطراب من صعوبة في التعامل مع مشاعرهم تجاه الآخرين وقد يكون لديهم تقدير متضخم لذاتهم وغالبًا ما يتطلبون إعجابًا مستمرًا. في هذا التقرير، سنستعرض أبرز أعراض وأسباب هذا الاضطراب.
ما هو البارانويا؟
البارانويا (جنون العظمة) تتضمن مشاعر وأفكارًا شديدة من القلق أو الخوف، غالبًا ما تكون مرتبطة بالاضطهاد أو التهديد أو المؤامرة. يمكن أن تظهر البارانويا مع العديد من الحالات النفسية، لكنها تظهر غالبًا في الاضطرابات الذهانية.
قد تتحول الأفكار البارانويا إلى أوهام (Delusions)، عندما تصبح المعتقدات غير المنطقية راسخة جدًا لدرجة أنه لا يمكن إقناع الشخص بعدم صحتها، مهما كانت الأدلة.
عندما يعاني الشخص من البارانويا أو الأوهام، دون ظهور أعراض أخرى (مثل سماع أو رؤية أشياء غير موجودة)، فقد يُشخّص بما يُعرف باضطراب الوهم (Delusional Disorder).
ونظرًا لأن التأثير يكون فقط على الأفكار، فإن الشخص المصاب بهذا الاضطراب يمكنه غالبًا العمل والقيام بالأنشطة اليومية، لكن حياته قد تكون محدودة ومعزولة نتيجة لأوهامه.
الأعراض الشائعة لاضطراب جنون العظمة:
- الشعور بالتفوق: يعاني الأشخاص المصابون باضطراب جنون العظمة، من شعور عميق بالتفوق على الآخرين. يعتقدون أنهم يستحقون معاملة خاصة بسبب قدرتهم أو إنجازاتهم.
- الحاجة المستمرة للإعجاب: يبحث هؤلاء الأشخاص بشكل دائم عن الإعجاب من الآخرين. قد يتطلبون مجاملات واهتمامًا مستمرًا لإرضاء احتياجاتهم النفسية.
- الاستفادة من الآخرين: يُظهر المصابون بهذا الاضطراب ميلًا لاستغلال الآخرين، لتحقيق مصلحتهم الشخصية دون الاهتمام بمشاعر أو حقوق الآخرين.
- الانزعاج من الانتقاد: بسبب تقديرهم المفرط لذاتهم، يشعر هؤلاء الأشخاص بالغضب أو الإحباط إذا تم انتقادهم أو عدم الحصول على الإعجاب الذي يتوقعونه.
- الافتقار للتعاطف: يفتقر الأشخاص المصابون بهذا اضطراب جنون العظمة، إلى القدرة على فهم مشاعر الآخرين أو التعاطف معهم. يركزون بشكل رئيسي على أنفسهم وتوقعاتهم من الآخرين.
- التصور المبالغ فيه للنجاح: يميلون إلى التفكير بأنهم يستحقون الأفضل في كل شيء، سواء كان ذلك في العمل أو في علاقاتهم الشخصية.
- الاستغلال في العلاقات: قد يستخدم هؤلاء الأفراد علاقاتهم الاجتماعية لأغراضهم الشخصية فقط، دون التفكير في مشاعر أو احتياجات الآخرين.
أسباب اضطراب جنون العظمة:
تشير الأبحاث إلى أن اضطراب جنون العظيمة، قد ينتج عن مجموعة من العوامل البيولوجية والنفسية. من هذه العوامل:
على الرغم من أننا لا نعرف السبب الدقيق للبارانويا، إلا أن مزيجًا من العوامل البيولوجية والبيئية يمكن أن يلعب دورًا في ظهورها. وقد حددت الأبحاث العوامل التالية كعوامل بيئية وبيولوجية لها تأثير كبير:
- التعرض لاهمال العاطفي في مرحلة الطفولة: بعض الدراسات تشير إلى أن الأشخاص، الذين نشأوا في بيئات مفرطة في إظهار الحب أو الذين تعرضوا لإهمال عاطفي قد يكونون عرضة لتطوير هذا الاضطراب.
- حدوث الإهمال في الإشراف على الطفل خلال الطفولة:
- الإفراط في التذليل: قد يؤدي تدليل الطفل بشكل مبالغ فيه، إلى تكوين شعور مبالغ فيه بالذات وعدم القدرة على التعامل مع النقد أو الرفض.
- الجينات والتوريث: هناك أدلة على أن بعض الأشخاص، قد يكون لديهم استعداد وراثي لتطوير هذا الاضطراب بسبب وجود تاريخ عائلي مع اضطرابات الشخصية.
كلمة من دار إشراق..
اضطراب جنون العظمة هو اضطراب نفسي معقد يؤثر على كيفية تعامل الشخص مع نفسه ومع الآخرين. قد تؤدي الأعراض مثل الحاجة المستمرة للإعجاب، والانعدام التام للتعاطف، واستغلال الآخرين إلى تدهور العلاقات الشخصية والمهنية. إذا لم يُعالج، قد يسبب هذا الاضطراب مشاكل خطيرة في حياة الفرد. العلاج النفسي مثل العلاج السلوكي المعرفي يمكن أن يساعد في تقليل الأعراض وتحسين العلاقات الاجتماعية والعملية.
المصادر
- mhanational.org: Paranoia and Delusional Disorders
