اضطراب التوتر والقلق هو أحد الاضطرابات النفسية الشائعة، ولكنه يختلف عن القلق العادي..
والتوتر هو رد الفعل الطبيعي لجسمك عندما تحدث تغييرات أو تحديات، يمكن أن يؤدي إلى العديد من الاستجابات الجسدية والنفسية والسلوكية المختلفة، بل ويعاني الجميع من التوتر من وقت لآخر. فلا يمكنك تجنبه، ولكن تقنيات إدارة التوتر يمكن أن تساعدك في التعامل معه.
ما هو اضطراب القلق؟
التوتر هو رد فعل طبيعي يحدث لجميع البشر. في الواقع، تم تصميم جسمك ليتعرض للتوتر ويستجيب له. عندما تواجه تغييرات أو تحديات (تُعرف بالمُسببات)، يُنتج جسمك استجابات جسدية وعقلية. هذا هو التوتر.
تساعد استجابات التوتر جسمك على التكيف مع المواقف الجديدة. ويمكن أن يكون التوتر إيجابيًا — فهو يُبقيك يقظًا، ومتحفزًا، ومستعدًا لتجنب الخطر. على سبيل المثال، إذا كان لديك اختبار مهم قريب، فقد تساعدك استجابة التوتر على العمل بجد أكثر والبقاء مستيقظًا لفترة أطول. لكن القلق يصبح مشكلة عندما تستمر المُسببات دون راحة أو فترات استرخاء، أو يُدخلك في نوبات من الأرق والتي تتطور لاكتئاب.
ما الذي يسبب التوتر؟
التوتر هو رد فعل الجسم تجاه التغييرات أو التحديات، ويمكن أن ينجم عن العديد من العوامل المختلفة. وقد تكون مسببات التوتر إيجابية أو سلبية. فعلى سبيل المثال، الحصول على وظيفة جديدة أو فقدان الوظيفة كلاهما قد يسبب القلق. ومن الأسباب الأخرى:
- الإصابة بمرض أو وفاة شخص عزيز.
- الزواج أو الانفصال أو الطلاق.
- المشاكل المالية.
- الانتقال إلى منزل جديد.
- الذهاب في عطلة.
- إنجاب طفل.
- التقاعد.
كما يمكن أن يكون التوتر حادًا، أي قصير الأمد، ومن أسبابه اليومية:
- الاستعداد لاختبار كبير.
- التحضير لعرض تقديمي في العمل.
- الجدال مع صديق أو شخص مقرب.
- الحاجة إلى إنجاز الكثير في وقت قصير.
- التعرض لمشاكل صغيرة كثيرة دفعة واحدة، مثل الوقوع في زحمة مرور، أو سكب القهوة على نفسك، أو التأخر عن الموعد.
ما هي أعراض اضطراب التوتر المزمن؟
تنقسم الأعراض إلى التالي:
الأعراض النفسية
تعتبر الأعراض النفسية أحد أبرز مظاهر اضطراب القلق، وتشمل:
-
الشعور المستمر بالقلق والتوتر: يعاني الأشخاص المصابون بهذا الاضطراب من شعور دائم بالقلق حتى في غياب المواقف المسببة له. قد يكون القلق مستمرًا أو متكررًا، ويصعب السيطرة عليه.
-
الشعور بالخوف المفرط: الأشخاص الذين يعانون من اضطراب القلق، قد يشعرون بالخوف غير المبرر من أمور بسيطة، مثل التحدث أمام الآخرين أو الذهاب إلى أماكن جديدة، وهذا قد يؤدي إلى تجنب المواقف الاجتماعية أو المهنية.
-
الانشغال المستمر بالأفكار السلبية: تتكرر الأفكار المقلقة والمخاوف بشأن المستقبل، وقد تكون هذه الأفكار غير عقلانية أو غير منطقية، لكنها تكون صعبة التحمل وتؤدي إلى تأثر أداء الشخص في الحياة اليومية.
-
الشعور بعدم القدرة على التركيز: يعد التشتت الذهني من الأعراض الشائعة، حيث يجد الشخص صعوبة في التركيز على المهام اليومية بسبب الأفكار المستمرة التي تسببه القلق.
الأعراض الجسدية
لا تقتصر أعراض اضطراب القلق على الجوانب النفسية فحسب، بل تشمل أيضًا العديد من الأعراض الجسدية التي قد تؤثر على صحة الفرد بشكل مباشر. بعض هذه الأعراض تشمل:
-
الشعور بالتعب والإرهاق: الأشخاص الذين يعانون من القلق المستمر قد يشعرون بالإرهاق حتى بعد الحصول على قسط كافٍ من النوم، حيث أن القلق يؤثر على مستوى الطاقة لديهم.
-
زيادة معدل ضربات القلب: يعد تسارع ضربات القلب من الأعراض الشائعة عند الشعور بالقلق. قد يشعر الشخص وكأن قلبه ينبض بسرعة أو بشكل غير طبيعي، ما قد يعزز الشعور بالذعر.
-
آلام العضلات: بسبب التوتر المستمر، قد يعاني الأفراد من آلام في العضلات، خاصة في منطقة الرقبة والظهر، نتيجة للتوتر العضلي المستمر.
-
صعوبة في النوم: القلق يمكن أن يسبب الأرق وصعوبة في النوم، حيث يجد الشخص نفسه غير قادر على الاسترخاء والتوقف عن التفكير المقلق، مما يؤثر على نوعية النوم.
-
اضطرابات في الجهاز الهضمي: يؤدي القلق إلى مشكلات هضمية مثل الغثيان، الإمساك أو الإسهال، وهذا بسبب تأثير القلق على الجهاز العصبي المعوي.
التأثيرات الاجتماعية والعلاقات الشخصية
يؤثر اضطراب القلق على حياة الشخص الاجتماعية والعلاقات الشخصية بشكل كبير. قد يعاني الشخص المصاب بالقلق من تجنب الأنشطة الاجتماعية أو العمل بسبب مخاوفه المستمرة، مما قد يؤدي إلى العزلة الاجتماعية.
كما أن القلق المستمر قد يجعل الشخص سريع الغضب أو صعب المراس في التعامل مع الآخرين، مما يؤدي إلى توتر العلاقات مع الأصدقاء أو العائلة.
الأعراض السلوكية
غالبًا ما يحاول الأشخاص الذين يعانون من القلق المزمن التكيف من خلال سلوكيات معينة، وبعض هذه السلوكيات قد تُصبح إدمانية وتؤثر سلبًا على صحتهم. ومن بين هذه السلوكيات:
- اضطراب استخدام الكحول.
- اضطراب القمار.
- الإفراط في الأكل أو تطور اضطراب في الأكل.
- الانخراط القهري في الجنس أو التسوق أو تصفح الإنترنت.
- التدخين.
- اضطراب تعاطي المواد المخدرة.
واقرأ أيضًا: أعراض الشخصية الحدية
كيف يمكنني تخفيف التوتر؟
لا يمكنك تجنب القلق، لكن يمكنك منعه من أن يصبح طاغيًا من خلال ممارسة بعض استراتيجيات تخفيف التوتر اليومية:
- تبدأ إدارة القلق بالشعور الجيد جسديًا. حاول القيام بنشاط بدني عند شعورك بأعراض التوتر. حتى المشي القصير يمكن أن يحسن مزاجك.
- في نهاية كل يوم، خذ لحظة للتفكير في ما أنجزته — وليس ما لم تتمكن من إنجازه.
- حدد أهدافًا ليومك وأسبوعك وشهرك. تضييق نطاق رؤيتك يمكن أن يساعدك على الشعور بمزيد من السيطرة على المهام اليومية وطويلة المدى.
- فكر في التحدث إلى طبيب نفسي بشأن مساعدتك.
كلمة من دار إشراق..
اضطراب القلق هو حالة نفسية تؤثر على العديد من جوانب حياة الشخص. ويمكن أن يكون التوتر مشكلة قصيرة الأمد أو طويلة الأمد، وذلك حسب التغيرات التي تحدث في حياتك. يساعدك الاستخدام المنتظم لتقنيات إدارة القلق على تجنب معظم الأعراض الجسدية والعاطفية والسلوكية المرتبطة به.
المصادر
- mind.org: Signs and symptoms of stress
