أسباب اضطراب ثنائي القطب وخطوات العلاج

أسباب أضطراب ثنائي القطب

اضطراب ثنائي القطب أحد الاضطرابات النفسية، يتسم بتقلبات مزاجية شديدة بين فترات من الاكتئاب والهوس أو الهوس الخفيف.

ورغم أن السبب الدقيق لهذا الاضطراب غير محدد بشكل كامل، إلا أن هناك العديد من العوامل التي قد تساهم في ظهوره وتطوره.

وفي هذا التقرير، سنتناول الأسباب الرئيسية التي يُعتقد أنها تؤثر في الإصابة بمرض ثنائي القطب.

ما هي أشهر أسباب اضطراب ثنائي القطب؟

اضطراب ثنائي القطب
اضطراب ثنائى القطب

تتعدد أسباب اضطراب ثنائي القطب.. فلا يوجد سبب واحد ولكنها مجموعة عوامل.. نذكر منها:

1. العوامل الوراثية

يُعتبر العامل الوراثي من أبرز العوامل المؤثرة في حدوث اضطراب ثنائي القطب.

إذ تشير الدراسات إلى أن الأشخاص الذين لديهم تاريخ عائلي من هذا الاضطراب، أكثر عرضة للإصابة به. على سبيل المثال، إذا كان أحد الوالدين أو الأقارب المباشرين يعاني من اضطراب ثنائي القطب، فقد يكون الشخص أكثر عرضة لتطوير نفس الحالة.

وعلى الرغم من أن الجينات تلعب دورًا مهمًا، فإن وجود تاريخ عائلي ليس بالضرورة أن يعني أن الشخص سيصاب بهذا الاضطراب.

2. خلل وظائف المخ

تُظهر الأبحاث أن التغيرات في المواد الكيميائية في الدماغ (الناقلات العصبية)، تلعب دورًا كبيرًا في تطور اضطراب ثنائي القطب.

على وجه الخصوص، يُعتقد أن هناك اختلالات في مستويات بعض المواد الكيميائية مثل السيروتونين، والدوبامين، والنورإبينفرين. هذه المواد الكيميائية تؤثر على تنظيم المزاج والسلوك، وعندما يحدث خلل في هذه الأنظمة، قد يتسبب ذلك في ظهور أعراض الاضطراب.

3. العوامل البيئية لاضطراب ثنائي القطب

العوامل البيئية يمكن أن تلعب دورًا كبيرًا في حدوث اضطراب ثنائي القطب، خاصة في الأشخاص الذين لديهم استعداد وراثي للإصابة به.

والتعرض للضغوط النفسية أو الصدمات العاطفية، قد يؤدي إلى تنشيط الاضطراب عند الأشخاص المعرضين له وراثيًا.

على سبيل المثال، فقدان أحد الأحباء، التجارب الصادمة في مرحلة الطفولة، أو الأحداث المجهدة مثل الطلاق أو فقدان العمل قد تساهم في بداية ظهور الأعراض. قد تعمل هذه العوامل كمنبهات لحالات الهوس أو الاكتئاب لدى الأشخاص المهيئين وراثيًا.

4. تغيرات في هيكل الدماغ

أظهرت بعض الدراسات أن التغيرات في هيكل الدماغ قد تكون مرتبطة بمرض ثنائي القطب.

فقد لوحظ أن الأشخاص الذين يعانون من هذا الاضطراب قد يكون لديهم اختلافات في حجم بعض مناطق الدماغ مثل القشرة الأمامية واللوزة الدماغية. هذه المناطق من الدماغ تلعب دورًا في التحكم بالمشاعر والتعامل مع الضغوط النفسية. بعض هذه التغيرات قد تكون نتيجة للعوامل الوراثية، بينما قد تكون العوامل البيئية قد تساهم أيضًا في حدوث هذه التغيرات.

5. العوامل الهرمونية لاضطراب ثنائي القطب

من العوامل التي قد تسهم في الإصابة باضطراب ثنائي القطب هي التغيرات الهرمونية. النساء على سبيل المثال، قد يعانين من اضطراب ثنائي القطب بشكل مختلف عن الرجال، خاصة في مراحل معينة من حياتهن مثل الحمل أو ما بعد الولادة أو سن اليأس. هذه التغيرات الهرمونية قد تؤثر على الحالة المزاجية وتزيد من خطر حدوث نوبات الاكتئاب أو الهوس.

6. العوامل النفسية لاضطراب ثنائي القطب

العوامل النفسية، مثل نمط الشخصية أو كيفية التعامل مع الضغوط الحياتية، قد تساهم في تفاقم الأعراض أو زيادة خطر الإصابة بالاضطراب. الأشخاص الذين يواجهون صعوبات في التعامل مع التوتر أو الذين يعانون من مشاكل في تنظيم مشاعرهم قد يكونون أكثر عرضة لتطور اضطراب ثنائي القطب.

كيف يتم علاج اضطراب ثنائي القطب؟

يتم تلقي علاج اضطراب ثنائي القطب، من خلال متخصصين في الطب النفسي بتقنيات علاجية تستهدف إعادة التأهيل السلوكي، والعصبي إذا احتاج الأمر.

يشمل العلاج النفسي أيضًا تثقيف المرضى وعائلاتهم

يمكن أن يتعلم أفراد العائلة كيفية التعرف على العلامات التحذيرية المبكرة، ومساعدة أحبائهم على الحفاظ على نمط حياة صحي يتضمن النوم الكافي وممارسة التمارين، مع الالتزام بخطة العلاج على المدى الطويل.

أنواع العلاج النفسي لاضطراب ثنائي القطب:

تتنوع تقنيات العلاج النفسي لعلاج ثنائى القطب.. كالتالي:

العلاج السلوكي المعرفي (CBT)

يعتمد العلاج السلوكي المعرفي على فكرة أن الأمراض النفسية يمكن أن تتأثر بطريقة تفكيرنا واستجابتنا للأحداث الحياتية.

العلاج الأسري المركز (Family Focused Therapy)

عادةً ما يشمل هذا العلاج حوالي 21 جلسة للمريض ومقدمي الرعاية له، ويتضمن التثقيف النفسي، وتدريبًا على حل المشكلات، إلى جانب تحسين مهارات التواصل.

من خلال التثقيف النفسي الأسري، تتعلم ما يلي:

  • أسباب مرض ثنائي القطب
  • كيفية التعرف على المحفزات
  • العلامات التحذيرية للانتكاس
  • الأدوية وآثارها الجانبية المحتملة
  • العلاجات النفسية
  • التغييرات الصحية في نمط الحياة

لماذا تختار مركز إشراق لعلاج اضطراب ثنائى القطب؟

إن اختيار مركز إشراق للطب النفسي وعلاج الإدمان، من الخيارات الناجحة لمرضى اضطراب ثنائي القطب، لما نقدمه من برامج علاجية متخصصة في العلاج النفسي.. ومن ميزات إشراق:

بيئة علاجية آمنة ومحفزة

توفر هذه المراكز أجواءً مريحة وآمنة تساعد المرضى على الانفصال عن الضغوط اليومية، ما يتيح لهم فرصة التفرغ للعلاج النفسي والتعافي، كما تشجع هذه البيئة على التواصل الفعّال بين المريض وفريق العلاج.

علاج نفسي متكامل ومبني على أسس علمية

يعتمد العلاج داخل المراكز على منهجيات علمية فعالة، مثل العلاج المعرفي السلوكي (CBT)، والذي يساعد المريض في فهم حالته بشكل أعمق وتعلم طرق التعامل مع الأعراض وتقلبات المزاج.

الخبرة في العلاج النفسي

تُعد مراكز العلاقات من الأماكن المتخصصة في التعامل مع الحالات النفسية المعقدة مثل مرض ثنائي القطب، حيث تضم فرقًا مؤهلة من أطباء نفسيين ومعالجين يمتلكون الخبرة اللازمة لتقديم خطط علاجية دقيقة تناسب كل حالة على حدة.

دعم اجتماعي لتعزيز التعافي

توفر المراكز جلسات دعم جماعي تسمح للمريض بالتفاعل مع آخرين يواجهون تحديات مماثلة، مما يخفف الشعور بالوحدة ويعزز من إدراك المريض لطبيعة حالته وكيفية التعامل معها.

رعاية شاملة ومستمرة

تتميز مراكز العلاقات بتقديمها برامج علاجية متكاملة تشمل جلسات فردية وجماعية، إلى جانب الدعم النفسي والاجتماعي، مع مراقبة الحالة الصحية والنفسية للمريض على مدار الساعة لضمان تقديم الدعم المناسب في كل مرحلة.

خطط وقائية لمنع الانتكاس

لا يقتصر دور المراكز على العلاج فحسب، بل يشمل أيضًا تقديم أدوات واستراتيجيات وقائية لمساعدة المرضى في تجنب الانتكاسات المستقبلية، وذلك من خلال التدريب على التحكم بالضغوط والانفعالات.

الاهتمام بالجوانب الفردية لكل مريض

يأخذ فريق العلاج في الحسبان الخلفية النفسية والاجتماعية للمريض، بما في ذلك العوامل الأسرية والتاريخ المرضي، لضمان تصميم خطة علاجية تتناسب مع احتياجاته الفريدة.

إشراف طبي متخصص

يتم الإشراف بشكل مستمر من قبل مختصين لضمان فعالية الخطة العلاجية، ويُجري الفريق تعديلات دورية على الأدوية أو الأساليب العلاجية بحسب استجابة المريض.

كلمة من دار إشراق..

ثنائي القطب هو حالة نفسية معقدة ناتجة عن تفاعل مجموعة من العوامل الوراثية، البيوكيميائية، البيئية، والهرمونية. بينما تلعب العوامل الوراثية دورًا كبيرًا في الإصابة بهذا الاضطراب، فإن العوامل البيئية والنفسية قد تكون محفزات لظهور الأعراض. إن فهم هذه العوامل يساعد في تحسين طرق التشخيص والعلاج ويسهم في تقديم الدعم النفسي للأفراد المصابين بهذا الاضطراب.

المصادر

Share via
Copy link