أعراض وعلاج اضطراب الشخصية الحدية

أعراض وعلاج اضطراب الشخصية الحدية

يعد اضطراب الشخصية الحدية (BPD) من أبرز الاضطرابات النفسية، التي تؤثر بشكل كبير على سلوك الفرد وعلاقاته الاجتماعية.

ويتميز هذا الاضطراب بتقلبات مزاجية حادة، وسلوكيات غير مستقرة، ومشاعر شديدة من القلق والاكتئاب. على الرغم من أن الأشخاص الذين يعانون من اضطراب الشخصية الحدية قد يعانون من صعوبات كبيرة في حياتهم اليومية، فإن التشخيص المبكر والعلاج المناسب يمكن أن يساعدهم على تحسين نوعية حياتهم. في هذا التقرير، سنتناول أعراض هذا الاضطراب وطرق علاجه.

ما هو اضطراب الشخصية الحدية (BPD) ؟

اضطراب الشخصية الحدية (BPD) هو نوع من الاضطرابات النفسية.

وقد يتم تشخيصك بهذا الاضطراب، إذا كنت تواجه صعوبات في طريقة تفكيرك وشعورك تجاه نفسك وتجاه الآخرين، وإذا كانت هذه الصعوبات تجعل من الصعب عليك التأقلم مع الحياة اليومية.

تجربة اضطراب الشخصية الحدية تختلف من شخص لآخر، فقد تشعر بمشاعر شديدة، ومربكة، وسريعة التغيّر. كما قد تواجه صعوبات في العلاقات أو في إحساسك بهويتك الشخصية. يمكنك زيارة صفحتنا حول تجارب اضطراب الحدية للاطلاع على مزيد من المعلومات حول ما يعنيه العيش مع هذا الاضطراب.

وهناك أسماء أخرى لاضطراب الشخصيات الحدية، مثل:

  • اضطراب الشخصية غير المستقرة عاطفيًا (EUPD)
  • اضطراب شدة العاطفة (EID)
  • اضطراب نمط الشخصية الحدية (Borderline pattern PD)

أعراض اضطراب الشخصية الحدية

أعراض اضطراب الشخصية الحدية
أعراض اضطراب الشخصية الحدية

أهم أعراض اضطراب الشخصية الحدية Borderline Personality Disorder (BPD):

1. تقلبات المزاج الحادة:

من أبرز سمات اضطراب الشخصية الحدية هو تقلب المزاج الشديد. فقد يعاني الشخص المصاب من مشاعر متناقضة من السعادة الشديدة إلى الحزن العميق بشكل سريع وغير مفسر. قد يشعر الفرد بأنه في قمة السعادة في لحظة واحدة ثم يتحول بشكل مفاجئ إلى مشاعر من الحزن أو اليأس والقلق في لحظة أخرى.

2. العلاقات المتقلبة:

الأفراد الذين يعانون من اضطراب الشخصيات الحدية يميلون إلى خوض علاقات عاطفية متقلبة وغير مستقرة. قد يمر الشخص بتقلبات مفاجئة في مشاعره تجاه الأشخاص في حياته. قد يشعر بحب شديد تجاه شخص ما في بداية العلاقة، ثم ينتقل بسرعة إلى مشاعر الرفض أو الكراهية إذا شعر بأي نوع من الخيانة أو الإهمال.

3. الشعور بالفراغ أو الوحدة:

يشعر معظم المصابين بالحدية بفراغ داخلي، كما لو أنهم غير مكتملين أو بلا قيمة. هذا الشعور قد يكون مسببًا لمشاعر الإحباط المستمرة والبحث عن أشياء أو أشخاص لملء هذا الفراغ، مما يؤدي في بعض الأحيان إلى سلوكيات مدمرة.

4. الاندفاع والسلوكيات الخطيرة:

يمكن أن يعاني الأفراد المصابون باضطراب الحدية من اندفاعات مفاجئة تؤدي إلى تصرفات متهورة أو خطيرة مثل القيادة بسرعة، الإدمان على المخدرات، أو الانخراط في سلوكيات جنسية غير آمنة. هذه التصرفات غالبًا ما تكون محاولة للهروب من مشاعر الألم الداخلي.

5. نوبات الغضب الشديدة:

غالبًا ما يظهر على الأشخاص الذين يعانون من هذا الاضطراب نوبات غضب مفاجئة وغير مبررة، والتي قد تحدث بسبب مواقف صغيرة لا تكون بنفس الأهمية للشخص الآخر. وقد يكون الشخص المصاب غير قادر على التحكم في هذه النوبات من الغضب.

6. خطر الانتحار:

قد يكون الأشخاص الذين يعانون من اضطراب الشخصية الحدية أكثر عرضة لمحاولات الانتحار أو الأفكار الانتحارية. هذه الحالة قد تحدث نتيجة لمشاعر اليأس أو الألم النفسي العميق الذي يعاني منه الشخص.

واقرأ أيضًا: ما هو اضطراب جنون العظمة؟

علاج اضطراب الشخصية الحدية

علاج اضطراب الشخصيات الحدية يحتاج إلى نهج شامل ومتعدد الأبعاد، حيث يتطلب من المصاب العمل مع مختصين نفسيين ومؤسسات علاجية لتطوير مهارات التكيف والتحكم في العواطف. تشمل طرق العلاج:

1. العلاج النفسي والعلاج المعرفي السلوكي:

العلاج المعرفي السلوكي (CBT) هو أحد الطرق العلاجية الأساسية لعلاج اضطراب الشخصية الحدية واضطراب ثنائي القطب. يساعد هذا النوع من العلاج المريض على تحديد أنماط التفكير السلبية والغير مفيدة، واستبدالها بتفكير أكثر واقعية وصحة. يهدف العلاج إلى تحسين مهارات التعامل مع المشاعر والمواقف الصعبة بشكل مناسب.

2. العلاج الجدلي السلوكي (DBT):

يعد العلاج الجدلي السلوكي (DBT) من العلاجات الأكثر فعالية للشخصيات الحدية. يعتمد هذا العلاج على دمج استراتيجيات تقنيات العلاج السلوكي المعرفي مع مهارات تقبل الذات وتعلم كيف يمكن التعامل مع المشاعر المؤلمة بطريقة أكثر إيجابية. يساعد DBT في تقليل سلوكيات الانتحار أو إيذاء الذات، ويحسن قدرة الفرد على التعامل مع التوتر بشكل صحي.

3. العلاج بالأدوية:

على الرغم من أن اضطراب الشخصية الحدية لا يعالج بشكل مباشر باستخدام الأدوية، إلا أن الأدوية يمكن أن تكون مفيدة في علاج بعض الأعراض المصاحبة مثل الاكتئاب، القلق، أو نوبات الغضب. قد يصف الطبيب مثبطات امتصاص السيروتونين الانتقائية (SSRIs) أو مثبتات المزاج لمساعدة المريض على تحسين حالته النفسية.

4. الدعم الأسري:

يعتبر الدعم الأسري جزءًا مهمًا من علاج اضطراب الشخصية الحدية. فقد يكون من المفيد للعائلة أن تفهم طبيعة الاضطراب وتتعلم كيفية تقديم الدعم بشكل صحي. تدريب العائلات على كيفية التعامل مع الأزمات وتقديم الدعم العاطفي يساعد بشكل كبير في تحسن الحالة العامة للمريض.

كلمة من دار إشراق

إذن، يعد اضطراب الشخصية الحدية من الاضطرابات النفسية المعقدة التي تتطلب علاجًا دقيقًا ومكثفًا. ومع ذلك، يمكن لأولئك الذين يعانون من هذا الاضطراب أن يعيشوا حياة مستقرة ومليئة بالسلام الداخلي من خلال العلاج المناسب والدعم المستمر. من خلال العلاج النفسي المستمر، والتوجيه الأسري، ودعم الأدوية عند الحاجة، يمكن للمصابين بهذا الاضطراب أن يحققوا تحسنًا كبيرًا في جودة حياتهم وتفاعلهم مع الآخرين.

المصادر

Share via
Copy link